مقدمة:

في الوقت الذي يتسابق فيه العالم نحو الرقمنة والذكاء الاصطناعي، تظل العلاقة بين الجانب الأكاديمي وسوق العمل الحقيقي أحد أبرز التحديات التي تواجه الشباب العربي الطموح.

كثيرًا ما يتخرج الطالب من كلية الحاسبات أو تكنولوجيا المعلومات، لكنه يجد نفسه غير مهيأ لسوق العمل، يفتقر للخبرة العملية، ولا يعرف كيف يتعامل مع بيئة مشاريع حقيقية، أو كيف يطبّق ما درسه نظريًا.

من هنا، تأتي أهمية الشراكات الفعالة بين المؤسسات التعليمية والشركات التكنولوجية الرائدة.

وفي خطوة نوعية، أعلنت فايندو جروب (FINDO GROUP) بالتعاون مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري – إحدى أبرز المؤسسات التعليمية في المنطقة – عن استقبال دفعة تدريبية مكوّنة من 50 طالبًا خلال صيف 2025، في تخصصات مختلفة ضمن مجال تكنولوجيا المعلومات.

جوهر التعاون بين فايندو جروب والأكاديمية: أكثر من تدريب

لم يكن الخطاب الصادر بتاريخ 15 مايو 2025 مجرد موافقة على استضافة طلاب. بل هو انعكاس لرؤية عميقة تؤمن بها فايندو جروب، أن الاستثمار الحقيقي ليس فقط في المنتجات، بل في العقول.

الشراكة تهدف إلى:

فتح المجال أمام الطلاب لاكتساب خبرات حقيقية داخل بيئة تطوير تكنولوجية حديثة.

نقل الطالب من قاعات الدراسة إلى واقع الشركات التقنية.

تهيئة الطلبة ليكونوا جاهزين لمتطلبات السوق بعد التخرج.

 الأستاذ الدكتور أيمن عادل عبد الحميد – عميد كلية الحاسبات – أشار إلى أهمية هذا التدريب باعتباره تجربة تطبيقية تعزز من جاهزية الطلاب لسوق العمل.

لماذا اختارت الأكاديمية فايندو جروب؟

شركة فايندو جروب ليست مجرد شركة برمجيات، بل هي بيئة متكاملة تحاكي شركات وادي السيليكون في:

اعتمادها على أحدث أدوات التطوير والذكاء الاصطناعي

مشاريعها الإقليمية والدولية في مجالات التعليم، الصحة، التسويق، والخدمات الحكومية

ثقافة عمل تدعم الإبداع وروح الفريق

التزامها بالتعليم المستمر حتى للموظفين

ما الذي ينتظر الطلاب في صيف 2025 داخل فايندو؟

سيحصل الطلبة المقبولون في برنامج التدريب على:

برنامج تدريبي مخصص يشمل التطوير العملي، إدارة المشاريع، وتصميم تجربة المستخدم.

مشاركة فعلية في مشاريع حقيقية تُعرض للعملاء.

جلسات إرشادية من خبراء فايندو في الذكاء الاصطناعي، البرمجة، أمن المعلومات، وتطوير الواجهات.

تقييم شامل لأداء كل طالب مع تقديم تغذية راجعة تساعده على التطور.

 سيتم إرسال كتيب تدريبي مفصل لكل طالب، يشمل المهام، التقييمات، ونماذج العمل.

أهمية التدريب العملي في كليات التكنولوجيا

التعليم النظري يُشكّل الأساس، لكن:

التوظيف يعتمد على المهارات العملية

التعامل مع الكود الحي يختلف عن كتب المناهج

العمل ضمن فريق يتطلب مهارات تواصل وقيادة

التحديات الحقيقية لا توجد في الاختبارات بل في أخطاء البرمجة اليومية

ولهذا، فإن تدريب الطلاب في شركة مثل فايندو جروب يُمثل نقلة نوعية في تجربتهم المهنية المبكرة.

فوائد متبادلة: كيف تستفيد فايندو أيضًا؟

التدريب لا يعود بالنفع على الطالب فقط، بل:

يسمح للشركة باكتشاف مواهب جديدة مبكرًا

يتيح تكوين قاعدة بيانات لمبرمجين واعدين

يساهم في رد الجميل للمجتمع الأكاديمي الذي تخرج منه كثير من موظفي الشركة

يعزّز العلامة التجارية للشركة كداعم للتعليم

 نتائج التعاون في السنوات السابقة أثبتت أن بعض أفضل موظفي فايندو كانوا يومًا ما طلاب تدريب داخلي.

إلى أين يتجه التعاون في المستقبل؟

هذه الخطوة ما هي إلا بداية سلسلة مبادرات تخطط لها فايندو جروب مع الأكاديمية:

إنشاء مراكز ابتكار مشتركة داخل الكلية

تنظيم هاكاثونات سنوية برعاية الطرفين

تقديم منح تعليمية مدعومة من الشركة للطلبة المتفوقين

إعداد دورات تدريبية قصيرة الأجل للمدرّسين لتعزيز المعرفة العملية

 الهدف النهائي هو تكوين بيئة تعليمية تطبيقية مستدامة، ترتبط فيها الكلية بالشركات التكنولوجية بشكل دائم.

ماذا يقول طلاب سابقون عن تجربتهم داخل فايندو؟

🔹 أحمد.م – خريج 2024:

“تعلمت في شهر داخل فايندو أكثر مما تعلمته في ثلاث سنوات عن كيفية إدارة مشروع برمجي حقيقي.”

🔹 إسراء.أ – متدربة 2023:

“كان أول مشروع أشارك فيه مع فريق UX كامل. الآن أعمل بدوام كامل في الشركة.”

كيف تسجّل في البرنامج التدريبي؟

حتى يتم اعتماد الطالب في التدريب، يجب:

إرسال اسمه ضمن القائمة الرسمية من الكلية

استقبال كتيب التدريب عبر البريد الإلكتروني

التواصل مع منسق التدريب الداخلي في فايندو جروب

 ملحوظة: التدريب مخصص فقط لطلاب كلية الحاسبات – دفعة 2025 بالأكاديمية.

دور التدريب في خلق جيل تقني منافس عالميًا

تأهيل جيل من المطورين المبدعين لا يبدأ بعد التخرج، بل خلال سنوات الدراسة.

ومثل هذا التدريب:

يضيف خبرة حقيقية للسيرة الذاتية

يفتح الأبواب للوظائف بعد التخرج

يساعد في بناء شبكة علاقات احترافية

يكشف مواهب دفينة لدى بعض الطلاب في مجالات لم يجرّبوها من قبل

 التدريب العملي هو الامتحان الواقعي لما تعلّمه الطالب، وبدونه تبقى المعرفة “نظرية” فقط.

خاتمة: بناء المستقبل يبدأ اليوم

ما فعلته فايندو جروب بالتعاون مع الأكاديمية العربية هو نموذج يُحتذى به في العالم العربي: تحويل التعليم من قاعات مغلقة إلى بيئات حية، من التنظير إلى التنفيذ، ومن التلقين إلى التجربة.

ولعلّ أجمل ما في هذا التعاون، أنه يزرع اليوم ليحصد غدًا.

فربما يكون أحد طلاب صيف 2025 هو مدير تطوير في فايندو خلال 2028.