no-code

اتجاهات البرمجة في الشرق الأوسط 2025: كيف تستعد الشركات الذكية للتحول الرقمي؟

مع استمرار العالم في التقدّم التكنولوجي، تقف منطقة الشرق الأوسط على أعتاب مرحلة جديدة من التحوّل الرقمي، مدفوعة بتطورات سريعة في مجال البرمجة والتقنيات الحديثة. ففي عام 2025، أصبحت البرمجة ليست مجرد مهارة تقنية، بل حجر أساس في بناء الاقتصادات الرقمية، وتحقيق رؤى مستقبلية مثل رؤية السعودية 2030، ورؤية الإمارات 2071، ومبادرات التحوّل الرقمي في مصر وقطر وغيرها من دول المنطقة.

لكن، ما الذي يميز اتجاهات البرمجة في الشرق الأوسط اليوم؟ وكيف تستعد الشركات الذكية لهذه الطفرة الرقمية؟ هذا ما سنستعرضه في هذه المقالة.

الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: من الرفاهية إلى الضرورة

لم تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي (ML) حكرًا على الشركات العالمية الكبرى، بل أصبحت الآن ضمن الأولويات الاستراتيجية للشركات في الشرق الأوسط. بدءًا من تحسين تجربة العملاء باستخدام الشات بوتس باللغة العربية، ووصولًا إلى التحليل التنبؤي في القطاعات المصرفية والرعاية الصحية.

الاتجاه: زيادة الاعتماد على مكتبات البرمجة المفتوحة المصدر مثل TensorFlow وPyTorch، مع ارتفاع الطلب على مطوري Python وR القادرين على بناء خوارزميات تعلم عميق تناسب البيئة المحلية.

كيف تستعد الشركات؟

تدريب فرق العمل داخليًا على مفاهيم الذكاء الاصطناعي.

الاستثمار في أدوات تحليل البيانات الذكية.

التعاون مع الجامعات لتطوير حلول تناسب السياق العربي.

البرمجة منخفضة الكود (Low-Code/No-Code): تسريع التحول الرقمي

مع تزايد الضغوط على الشركات لتقديم حلول رقمية بسرعة، باتت منصات البرمجة منخفضة الكود (مثل PowerApps وOutSystems) حلاً فعالًا لتمكين الموظفين غير التقنيين من بناء تطبيقاتهم الخاصة دون الحاجة لخبرة برمجية عميقة.

الاتجاه: نمو كبير في تبني هذه المنصات لدى المؤسسات الحكومية والخاصة، خاصة في مشاريع التحول الرقمي الداخلية.

كيف تستعد الشركات؟

اختيار المنصات التي تدعم اللغة العربية.

إعادة تأهيل فرق العمل لاستخدام أدوات Low-Code.

إدماج هذه المنصات مع أنظمة المؤسسات الحالية مثل ERP وCRM.

الاعتماد على الحوسبة السحابية والتطوير السحابي (Cloud-native)

بدأت الشركات في الشرق الأوسط بنقل بنيتها التحتية إلى السحابة، لكن الجديد في 2025 هو تطوّر البرمجة “السحابية الأصلية” (Cloud-native development)، باستخدام حاويات (Containers) وKubernetes وخدمات بدون خوادم (Serverless).

الاتجاه: مزيد من الشراكات بين الحكومات ومزودي الحوسبة السحابية العالميين، وزيادة عدد مراكز البيانات الإقليمية (مثل مركز بيانات Google Cloud في السعودية، وAWS في الإمارات).

كيف تستعد الشركات؟

الاستثمار في مهندسي DevOps وCloud Engineers.

تحديث أنظمة الأمن السيبراني السحابية.

تبنّي أدوات CI/CD لتسريع دورة حياة البرمجيات.

الأمن السيبراني البرمجي: بُعد استراتيجي لا غنى عنه

مع تعاظم التهديدات السيبرانية، لم يعد الأمن السيبراني مجرد قسم مستقل، بل بات عنصرًا يجب أن يكون مدمجًا في كل مرحلة من مراحل تطوير البرمجيات (DevSecOps).

الاتجاه: ارتفاع الطلب على مهندسي الأمن السيبراني القادرين على كتابة كود آمن، والتوسع في اختبار الاختراق (Penetration Testing) للأنظمة والتطبيقات.

كيف تستعد الشركات؟

تدريب المطورين على كتابة كود آمن من البداية.

استخدام أدوات فحص الثغرات خلال مرحلة التطوير.

الالتزام بمعايير أمنية مثل OWASP وISO 27001.

البرمجة المتخصصة بالصناعة: حلول حسب الطلب

يُلاحظ في 2025 تزايد الطلب على حلول برمجية متخصصة في قطاعات محددة مثل:

القطاع الصحي: تطبيقات السجلات الطبية الرقمية والتطبيب عن بُعد.

التعليم: منصات التعلم الذكي التفاعلي.

اللوجستيات: نظم تتبع الشحنات والمخزون لحظيًا.

التمويل: حلول FinTech ومنصات الدفع الإلكتروني.

الاتجاه: تحوّل الشركات البرمجية من تقديم “منتجات عامة” إلى تطوير “حلول متخصصة” تتكامل مع العمليات الأساسية للعملاء.

كيف تستعد الشركات؟

التعاون مع شركاء من داخل الصناعة لفهم الاحتياجات بدقة.

تبنّي تصميم واجهات برمجة التطبيقات (APIs) لتمكين التكامل السلس.

التركيز على التجربة الرقمية للمستخدم النهائي.

الاعتماد على المواهب المحلية والبرمجة باللغات العربية

تشهد أسواق العمل في الشرق الأوسط ارتفاعًا ملحوظًا في عدد المطورين المحليين، وتزايد عدد المبادرات الحكومية لتأهيل الشباب في مجال البرمجة، مثل “مليون مبرمج عربي”.

الاتجاه: دعم استخدام اللغة العربية في الواجهات البرمجية، وتطوير أدوات ذكاء اصطناعي تفهم اللغة الطبيعية العربية.

كيف تستعد الشركات؟

الاستثمار في منصات تدريب محلية.

تطوير برمجيات تدعم احتياجات السوق العربي.

تعزيز بيئة العمل التي تشجع على الإبداع المحلي.

خلاصة: خارطة طريق الشركات الذكية

بينما تسير منطقة الشرق الأوسط بخطى متسارعة نحو اقتصاد رقمي متكامل، فإن البرمجة أصبحت العمود الفقري لهذا التحوّل. ولا شك أن الشركات التي تبدأ من الآن في تحديث أدواتها، وتدريب كوادرها، وتبنّي الحلول البرمجية الذكية، ستكون في مقدمة السباق نحو المستقبل.

نقاط رئيسية للتحضير لعام 2025:

تبنّي الذكاء الاصطناعي والتحليلات التنبؤية.

دمج البرمجة منخفضة الكود لتسريع الابتكار الداخلي.

الاعتماد على تطوير الحوسبة السحابية.

تعزيز أمن البرمجيات من لحظة كتابة الكود.

توجيه الجهود نحو حلول مخصصة للقطاعات المحلية.

الاستثمار في الكفاءات المحلية وتوطين التقنية.

التحوّل الرقمي ليس خيارًا بعد اليوم، بل هو واقع لا مفر منه. والسؤال الحقيقي لم يعد هل سنتحوّل؟ بل كيف؟ ومتى؟

والشركات الذكية تعرف أن الجواب هو: الآن.

Leave A Comment

All fields marked with an asterisk (*) are required

×