احذر الأسعار الرخيصة: شركات برمجة “نص كم” تنتحل صفة الكبار في الإمارات!

في خضم الثورة الرقمية اللي نعيشها اليوم، صارت البرمجة وتصميم المواقع والتطبيقات حاجة أساسية لكل مشروع أو بيزنس. سواء كنت تفتح مقهى، متجر إلكتروني، أو حتى عيادة، أكيد في مرحلة معينة بتحتاج خدمة رقمية تدعمك. وهنا تبدأ رحلة البحث عن شركة برمجة “محترمة” تفهم احتياجك وتنفذه باحترافية.

لكن للأسف، مثل ما في محترفين في السوق، في أيضاً اللي نسميهم “شركات نص كم”. يظهرون لك بصورة براقة، يعطونك أسعار مغرية جداً، بس النتيجة؟ شغل دون المستوى، وتأخير، وأحياناً اختفاء تام بعد استلام المبلغ.

في هذا المقال، بنحط النقاط على الحروف، ونكشف واقع بعض شركات البرمجة اللي تشتغل تحت ستار الاحتراف في الإمارات، بينما هي فعلياً مجرد فرق صغيرة أو أفراد يشتغلون من وراء شاشة في مكان ما خارج الدولة

احذر الأسعار الرخيصة: شركات برمجة “نص كم” تنتحل صفة الكبار في الإمارات

السعر المغري: أول فخ

كثير من رواد الأعمال الجدد يبحثون عن “أرخص عرض”، وهذا شيء طبيعي. الكل يحب يوفر، خصوصاً في بداية المشروع. لكن خلنا نكون صريحين، جودة البرمجة والتصميم مش مثل شراء كرسي أو طابعة. البرمجيات هي “عقل المشروع الرقمي”، وإذا كان الأساس ضعيف، كل شيء ينهار فوقه.

شركات “نص كم” تستغل هذا الشيء. يعلنون عن باقات بأسعار مغرية مثل “موقع بـ 999 درهم فقط” أو “تطبيق كامل بـ 1999 درهم”. هذا السعر في عالم البرمجة لا يغطي حتى وقت التخطيط! فكيف يكون الناتج محترف، آمن، وقابل للتوسع؟

الانتحال: شركات صغيرة بواجهة مزيفة

أكبر الحيل اللي تستخدمها هالشركات هي انتحال هوية الشركات الكبيرة. تدخل موقعهم، تلاقي شعارات شركات كبرى يدّعون أنهم اشتغلوا معها، صور من مكاتب فخمة (مأخوذة من الإنترنت)، وأسماء وهمية لفريق العمل. بعضهم حتى يشتري تقييمات مزيفة على Google وClutch ليظهر بمظهر “الخبير الدولي”.

وفي الواقع، لما تحفر شوي، تكتشف إن كل العملية تُدار من شقة صغيرة أو حتى من منزل، غالباً من خارج الدولة، بدون سجل تجاري رسمي في الإمارات، ولا أي وجود قانوني يضمن لك حقوقك كمستهلك.

أين يذهب وقتك ومالك؟

بعد ما توقع العقد (اللي غالباً يكون بدون تفاصيل واضحة)، يبدأ المسلسل:

تأخير مستمر في التسليم.

تغييرات كثيرة في الواجهة بدون علمك.

برمجة مليئة بالأخطاء والثغرات.

دعم فني مفقود تماماً.

والمشكلة الأكبر؟ لما تحاول تفهم أو تعترض، يكون الرد إما التجاهل، أو ردود مثل “هذا خارج نطاق الباقة”، أو “أرسلنا لك النسخة النهائية، وما نقدر نعدل”.

وهنا تكون أضعت مالك ووقتك، والأسوأ؟ تضطر تبدأ من الصفر مع شركة جديدة تصلح الخراب اللي صار.

كيف تميز الشركة المحترفة؟

عشان تتفادى الوقوع في الفخ، ركّز على العلامات اللي تفرق بين شركة محترفة وشركة “نص كم”:

✅ سجل تجاري رسمي:

اطلب نسخة من الرخصة التجارية داخل الإمارات، ولا تتعامل مع جهات ترفض إرسالها أو تتحجج بأنها “شركة عن بُعد”.

✅ فريق عمل حقيقي:

اطلب مقابلة بالفيديو مع مدير المشروع أو المطور، ولا تكتفي بالدردشة النصية أو الإيميلات.

✅ معرض أعمال موثوق:

اطلب روابط مشاريع حقيقية منشورة حالياً، ويفضّل تتواصل مع عملائهم السابقين مباشرة لو قدرت.

✅ عقد مفصل:

لا توقع عقد عام وغير واضح. يجب أن يكون فيه جدول زمني، مخرجات متوقعة، شروط الدفع، ودعم ما بعد التسليم.

✅ دعم فني واضح:

اسأل: ماذا بعد التسليم؟ هل في صيانة؟ كم مدتها؟ كم سعرها؟ هل في ضمان؟

الإمارات بيئة أعمال محترمة.. ولكن

للإنصاف، السوق الإماراتي فيه شركات تقنية عالمية ومحترفة فعلاً، وأغلب الشركات المسجلة رسمياً تقدم خدمات ممتازة. لكن هذا ما يمنع إن فيه جهات مشبوهة تحاول استغلال الثقة العامة في الإمارات كشعار، بينما هي في الحقيقة خارج المنظومة تماماً.

ومع تزايد الطلب على الحلول الرقمية، تكثر هذه الكيانات المشبوهة وتحاول تختبئ بين الكبار. ولهذا صار لازم نرفع الوعي، ونوضح الصورة لرواد الأعمال الجدد، عشان ما يتعلمون بالطريقة الصعبة.

الكلمة الأخيرة: لا تبخس قيمة مشروعك

مشروعك يستحق الأفضل. لما تبني متجر إلكتروني أو تطبيق ذكي، انت قاعد تستثمر في مستقبلك. فليش تخاطر بهذا الاستثمار عشان توفر ألف أو ألفين درهم؟ وفر في مكان ثاني، لكن لا توفر على جودة البرمجة.

الشركات الجيدة موجودة، والأسعار العادلة موجودة، والنتيجة النهائية دائماً تعتمد على اختيارك من البداية.

نصيحة ختامية:
إذا حسّيت إن العرض “حلو زيادة عن اللزوم”، فهو غالباً فعلاً كذلك. خذ وقتك، اسأل، تحقق، ولا تندفع. لأن تصليح الخطأ في البرمجة دايماً أغلى من تنفيذه من البداية بشكل صحيح

Leave A Comment

All fields marked with an asterisk (*) are required

×